کد مطلب:281426 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

المهدی فی الآیات القرآنیة
هل تحدث القرآن الكریم عن الإمام المهدی عجل الله فرجه؟

وهل هناك آیات تطرقت إلی قضیة الإصلاح العالمی، للمجتمع البشری؟ وهل تحدث القرآن عن مستقبل الرسالة الإسلامیة، وما سیؤول إلیه مستقبل الإنسانیة علی وجه الكرة الأرضیة؟ هذه الأسئلة وأمثالها تراود الكثیرین، فهل من إجابة قرآنیة أو روایات نبویة واضحة؟

لا شك أن كتاب الله تعالی هو تبیان لكل شیء، والرسول الأكرم وأهل البیت الأطهار (صلوات الله علیهم أجمعین) هم المفسرون لهذا القرآن الكریم، فهل یمكن فی مثل هذه القضیة العظیمة، التی تهم البشریة جمعاء ولیس المسلمین وحسب، أن لا یتحدث عنها بشیء وهو كتاب هدایة وإرشاد وكتاب فكر ونور، بل هو معجزة الرسول الأكرم وأعظم دلیل وسند علی نبوّته؟ فكیف یمكن أن یسدل الستار علی الإمام المهدی علیه السلام ولا یتحدث عن مصیر البشریة وعن أعظم شخصیة أدّخرها الله سبحانه وتعالی لإنقاذها من السقوط فی الهاویة، هذه الشخصیة التی بشر بها الأنبیاء والمرسلون أممهم والذی انتظرته طوال تاریخها بمختلف أدیانها ومعتقداتها ومشاربها وألوانها.. فهل یعقل أن یختار الرسول صلی الله علیه و آله و سلم الصمت والسكوت عن مستقبل رسالته وأمته بل عن مستقبل الإنسانیة كلها؟

أم أن الله أخفی هذا الأمر عن نبیه الكریم؟ حاشا لله سبحانه أن یخفی هذا الأمر عن رسوله الأكرم، وحاشا للرسول وأهل بیته الأطهار أن لا یبینوا ویبلغوا عن هذه الشخصیة الربانیة العظیمة ودورها الرسالی الكبیر فی آخر الزمان.

أجل لقد تحدث القرآن الكریم، وبیّن الرسول الأمین، وأهل بیته الأطهار بكل إسهاب عن قضیة الإمام المهدی علیه السلام، وعن مستقبل الرسالة المحمدیة وانتشارها وأتساعها لتعم العالم كله وتسود الكرة الأرضیة الهدایة والسعادة والثقافة السماویة القائمة علی العدل والحق والتوحید الخالص لله سبحانه، وهذه الآیات القرآنیة التی بینها وفسرها الرسول والأئمة الطاهرون صلوات الله علیهم أجمعین فی العدید من أحادیثهم التی بلغت حد التواتر تعطی صورة واضحة عن هذه الشخصیة الفریدة وظهورها فی آخر الزمان وإقامتها لدولة التوحید والعدل والكرامة علی سطح المعمورة. نتطرق إلی جانب من تلك الروایات المفسّرة والمؤولة باعتبار أحد المصادیق للآیة المباركة وهی كما یلی:

1- عن الإمام الكاظم علیه السلام قال: - سألت أبی عن قول الله عز وجل: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِیِّ وَمَنِ اهْتَدَی) (طه:135) قال: الصراط السوی هو القائم علیه السلام، والهدی من اهتدی إلی طاعته..-.

2- وعنه أیضاً عن أمیر المؤمنین علیه السلام فی حدیث طویل سُئل فیه أمیر المؤمنین علیه السلام عن أقسام النور فی القرآن، فقال علیه السلام فی قوله تعالی: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ) (النور:35). فقال علیه السلام: -... فالمشكاة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم والمصباح الوصی والأوصیاء علیهما السلام والزجاجة فاطمة والشجرة المباركة رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم والكوكب الدّری القائم المنتظر علیه السلام یملأ الأرض عدلاً-.

3- قال الإمام الباقر علیه السلام: - هو والله المضطر فی كتاب الله، وهو قول الله: (أَمَّن یُجِیبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَیَكْشِفُ السُّوءَ وَیَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الاَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِیلاً مَا تَذَكَّرُونَ).

4- وعنه أیضاً علیه السلام قال: - هذه نزلت فی القائم علیه السلام، إذا خرج تعمَّمَ وصلی عند المقام وتضرع إلی ربّه فلا تُرد له رایة أبداً-.

5- وعن الآیة ذاتها أیضاً یقول الإمام الصادق علیه السلام: - نزلت فی القائم من آل محمد علیهما السلام، هو والله المضطر إذا صلی فی المقام ركعتین ودعا الله فأجابه، ویكشف السوء ویجعله خلیفة فی الأرض -.

6- وفی قوله تعالی: (هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِیَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ یَشْعُرُونَ) (الزخرف:66). قال الإمام الباقر علیه السلام: - هی ساعة القائم علیه السلام تأتیهم بغتة-.

وهذا التفسیر لا ینافی التفسیر بیوم القیامة، فكلا الأمرین یأتی بغتة وكلا التفسیرین والتأویلین صحیح وهما من مفردات الساعة المباغتة.

7- وفی قوله تعالی: (إِذَا تُتْلَی عَلَیْهِ ءَایَاتُنَا قَالَ أَسَاطِیرُ الأَوَّلِینَ) (القلم:15) قال الإمام الصادق علیه السلام: - یعنی تكذیبه بالقائم علیه السلام إذ یقول له: لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة علیهاالسلام كما قال المشركون لمحمد صلی الله علیه و آله و سلم -.

8- وفی قوله تعالی فی سورة الشمس: (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا) (الشمس:3) قال الإمام الحسین علیه السلام: - ذلك القائم من آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم، یملأ الأرض قسطاً وعدلاً-.

9- وعن معنی كلمة العصر فی قوله تعالی فی سورة العصر: (وَالْعَصْرِ - إِنَّ الإِنسَانَ لَفِی خُسْرٍ) (العصر: 1-2) یقول الإمام الصادق علیه السلام: - العصر: عصر خروج القائم علیه السلام..-.

إذن فالقرآن الكریم تطرق إلی قضیة الإمام المهدی -عجل الله فرجه- فی آیات عدیدة ذكرنا بعضها وقد قام أهل بیت النبی الأكرم بتفسیر وتأویل تلك الآیات بأوضح تعبیر وأجمل تفسیر وهم الذین آتاهم الله علم الكتاب فجعلهم (الراسخون فی العلم) وهم المطهرون الذین باشروا روح الإیمان والعلم والیقین ولا یستطیع أحد غیرهم أن یستوعب جمیع معانی الآیات القرآنیة غیرهم كما قال عزّ من قائل: (إِنَّهُ لَقُرْءَانٌ كَرِیمٌ - فِی كِتَابٍ مَكْنُونٍ - لاَ یَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) (الواقِعة:77-79).

ولقد نطق أهل البیت علیهما السلام بالحق فی تفسیر عشرات من الآیات الكریمة التی تتحدث عن الإمام المهدی علیه السلام، بإسهاب لیس عن شخص الإمام -عجل الله فرجه- فحسب، بل أیضاً عن سیرته وأحواله وما یقوم به من إنقاذه للعالم والبشریة من الظلم والطغیان، وانتقامه من أعداء الله والرسول وأعداء أهل بیته الأطهار وإقامته للحق والعدل علی ربوع الكرة الأرضیة وإظهار دین الله الحق لیعم العالم كله الخیر والفضیلة والسعادة، بل وتحدثت الآیات عن أصحابه، وعن الفتن قبل ظهوره، وفتوحاته وانتصاراته، وغیر ذلك الكثیر مما یتعلق بقضیة هذا المنقذ العالمی الأمل الموعود، ولا یسعنا هنا إلاّ أن نشیر إلی جانب مما جاء فی القرآن الكریم بهذا الخصوص حیث ذكرت: